الأربعاء، 23 سبتمبر 2009

أنت مذ تنازلت لم تعد أنت !

أيـَا مُـطْـلِـقَ الـرَصـاصـةِ الأولـى

و يـا مُفجرَ الثورةِ الكبرى

ذاك كلُّه ماضٍ قد ولَّى

فَـأرِني اليوم ماذا صنعتْ !

أَنْتَ مذ تنازلتَ لم تعدْ أنتْ !

كيفَ استحالَ الدمُ بيديكَ ماءً

و كيفَ على جثةِ أخيكَ خطوتْ

وفي ظلِّ وهمٍ ممتدٍّ من مدريدَ إلى واشنطنْ

أمنْتَ ،،، نمتَ ... فَـبعتْ !

أيـا ابنَ أمٍّ ...

أينَ السيفَ الذي صقلْتْ ؟

و لمَ تركْتَ ساحَ النزالِ فارعويْتْ ؟

ماذا استجدَّ فخرسْتَ و خرسَ الزمانُ فنسيْتْ ؟!

أنْتَ منذ اليوم لم تعدْ أنْتْ !

أتآخِذُنِي إذْ ورثْتُ عنكَ كرسيَّ الثورة

و مكانَكَ فِي التاريخِ حللتْ ؟

لا تلمْني إنْ أنا قررتُ مواصلةَ الكفاحِ

حينَ أنْتَ قدْ تخليْتْ

يا ابنَ أمٍّ ...

ماذا استجدَّ فخرسْتَ و خرسَ الزمانُ فنسيْتْ !

أنْتَ منذُ اليومِ لمْ تعدْ أنْتْ !

لسْتُ أزاحِمُكَ على سُلْطَةٍ

و لسْتُ مُرَوِّجًا - كما تقولُ - لثقافةِ المَوْتْ

إنْ كنْتَ أنْتَ أدْبَرْتْ

فَخَلِّ بيني و بينَ عدوّي

أكرُّ أفِرُّ

أُقْبِلُ أّدْبِرُ

و إنْ أنا قُتِلْتُ ... فَـجسدي في تلك الأرضِ يدفنُ و فيها بقيْتْ ...

فلا في حياةٍ ... ولا موت أنا بعتُ أو فرَّطْتْ

سأبقى أنا أنا ،،، لأبَدِ الدَّهرِ أنا أنا

تزولُ الجبالُ و أنا أنا ... هنا في أرضِنَا

في قلبِ أمِّنَا

لسْتُ مثلكَ فلا تحاسِبْني

أنا ابنُ أمِّي تلكْ

لكنّكَ ... مذْ تنازلْتَ لمْ تعدْ تعرفْكْ

باللهِ عليكَ أخبرني

ماذا استجدَّ فخرسْتَ و خرسَ الزمانُ فنسيْتْ ؟

أنت يا أخي مذْ تنازلتَ لم تعد أنْتْ !!

ليست هناك تعليقات: