السبت، 13 سبتمبر 2008

سيارة الدئب !

فاجأني أبي بصرخته : شوفي ... شو هاي؟

ضحكت طويلا و أجبت : سيارة الدئب !

**************************

اعتاد أبي ، حفظه الله ، أن يردد على مسامعنا قصص الذئب و سيارته " الكركوبة " .
و قبل أن يبدأ القصة يذكرنا بخصائص " سيارة الدئب "

شو لونها ؟

مصدية

بوابها؟

مخلعين

سقفها و ارضيتها ؟

مهريين

شبابيكها ؟

مكسرين

موتيرها ؟

خرباااان

ثم يسرد قصته ...
إحدى القصص التي اعتاد سردها ، و هو من عادته أن يكرر تلك القصص ، كان قصة الخرفان الثلاثة و الذئب .

كان يا ما كان، بقديم الزمان، بسالف العصر و الأوان ... و يمضي سردا لقصة تدو أحداثها حول ثلاثة خرفان قد بنوا بيوتا ... أصغرهم بناه من القش، أم أوسطهم فقد بناه من الخشب ... أما الكبير فبناه من حجر، فصمد هذا الأخير أمام الذئب الشرير بينما تهاوى بيتا الأخوين الأصغرين.

هذه القصة تملكت مكانا واسعا في ذهني ... كان فيها شيئا غير مفهوم بالنسبة لي ...
أكثر ما كان يسترعي انتباهي هي سيارة الذئب !
أوليس ما نحن فيه كمثل حالة تلك السيارة؟
ألسنا سيارة أبوابها " مخلعة " فيسقط أطفالنا منها ؟
ألسنا سيارة سقفها " مهري " فلا يقينا بأس حر أو برد؟
ألسنا سيارة " موتيرها خربان " فلا نستطيع التقدم دون أن يقدم لنا أحد عونا ؟
أليس قواد هذه السيارة ذئابا ؟!!

و إن جئنا إلى المقلب الآخر ... إلى صلب هذه القصة
ما حاجة " خروف " بمنزل؟
الخروف الذي يأكل من أي بقعة خضراء يجدها ... لمَ قد يستقر؟!
ما الذي حاول حمايته عندما بنى بيتا من حجر؟
و لما كان يدرك أن الحجر هو الذي سيصمد أمام " نفخة الذئب " لمَ لم يتشارك الأخوة و يجعلوا لهم ملجأ مشتركا؟

أبي عندما قص هذه الحكاية أراد لنا أن نتمسك بحقنا بوجه عدونا، و أن نعرف جيدا كيف ندافع عنه !
و كن أبي أغفل أن يخبرنا عن أي حق يتحدث؟
هذا المنزل الذي تكون من حجارة و باطون ... ماذا كان يحوي داخله؟
أنا عندما أدافع عن منزلي لست أدافع عن بضع أحجار ! بل أدافع عن حق ملكيتي له، و عما يحتويه ...
هذا الخروف أعد للذئب ما استطاع من قوة ، صحيح و لكنه قام بذلك وحيدا عملا بمبدأ اللهم نفسي نفسي !

فالإعداد لمعركة التحرير ليست مجرد بناء سور أو حائط مصنوع من" الباطون المسلح "،
إنها معركة إعداد الوعي و القلب، معركة إعداد الروح للجهاد ...
ليست العبرة بالسلاح الذي تمتلك، بل باليد و العقل الذي يستعمله .

ليس مهما أن نبني أسوارا حول بيوتنا، و نحن لسنا ندرك بعد عما ندافع و لمَ قد نقاتل؟!

حين نقيم أسوار وعينا، و نعلم جيدا من عدونا و من صديقنا، حينها فقط ستعلو جدران النصر عاليا ... ولن يضطر الخروف لبناء منزل أو حائط أو أي ملجأ ...

هناك 4 تعليقات:

Anastácio Soberbo يقول...

مرحبا ، انا احب بل.
فقط أكتب ما يمكن ان يترجم.
أ الحضنه من البرتغال

Hello, I like this blog.
Sorry not write more, but my English is not good.
A hug from Portugal

وائل مصطفى يقول...

رائع استنتاجك وتحليلك .. لكن فى قولك بأن العبرة ليست فى السلاح بل فى عقل من يملك السلاح ..

لابد من سلاح فى البدايه يدعمه العقل .. اين السلاح يا اختى ؟؟؟

nada ayash يقول...

موجووووووود

حدد الموكان و الزومان و البوضاعة هتوصلك

(( بغلس و خلاص ))

nada ayash يقول...

mr soberbo ...welcome :)