الجمعة، 5 سبتمبر 2008

ما بين حزب الله و الجيش ... و المصطادون في الماء العكر

و كسرعة البرق، إجتاح الخبر شاشاتنا الصغيرة.
بيان صادر عن الجيش اللبناني يتحدث عن إسقاط طائرة مروحية في منطقة إقليم التفاح بنيران مجهولين، مما أدى إلى مقتل النقيب الطيار سامر حنا.

و كعادة إعلامنا اللبناني "اللتشيف" و بعض الإعلام العربي "الألتشف " إنكب كل هؤلاء و هؤلاء على الخبر تقطيعا و تلزيقا و تحليلا و وصلوا إلى استنتاجات و نتائج مبهرة ... و لما تصدر بعد الرواية الرسمية للحادث .

دعونا نمسك الخيط من أوله، ماذا عن الحادثة و ما حقيقة الذي حصل ؟
في الحين الذي تحدث فيه الجيش عن نيران مجهول مصدرها، صدر بيان عن حزب الله يعلن أن مطلق النار أحد مجاهديه و يبلغ من السن 19 عاما و قد تم تسليمه للقضاء العسكري المختص للبت في القضية، و في التفاصيل:

بعد أن كثرت و تعالت وتيرة التهديدات الإسرائيلية لحزب الله خصوصا و لبنان عموما، و إمكانية قيام إسرائيل بعمل غبي جديد كإنزال في مناطق" العمق " عند حزب الله، فوجئت مجموعة من المجاهدين المرابطين بمروحية عسكرية تهبط ( تهبط و ليس أُسقطت، قد نجد تعارضا بين هذه الرواية و رواية الجيش و لكن تجدر الإشارة أن بيان الجيش كان أوليا و قبل صدور نتائج التحقيق، بينما رواية الحزب فهي رواية الحاضر في موقع الحدث) بينهم و كنتيجة للمفاجأة ( لأنه عادة يتم تنسيق بين الجيش و حزب الله عند دخول الجيش مناطق التدريب الخاصة بالحزب ... و هذه ليست خطوطا حمراء، بل في الأمر تفصيل و لكن ليس الآن) قام الشاب المذكور - و بشكل عفوي و غريزي بإطلاق النار فأصاب النقيب حنا في مقتله .

كل هذا لم يلحظه إعلامنا المحلي و بعض من العربي، و مضوا " سلخا " في جلد حزب الله .
و بتنا نسمع عن وجوب محاكمة " المجرم القاتل " و من حرضه و حرض الذي حرضه وصولا إلى الأمين العام السيد نصر الله.
و قرأنا مقالات عن أن حزب الله يرسم خطوطا حمراء للجيش اللبناني و يكرس دويلته داخل الدولة اللبنانية .
و حزب الله يوجه التهديدات لإسرائيل عبر جثمان سامر حنا !
إسرائيل تعرف هذا الحزب جيدا ... و تحترمه أكثر مما تحترم أولياءها و السائرين في فلكها ... حزب الله ليس يحتاج حسرا و ليست أخلاقيات ولا أدبيات حزب الله أن يضحي بحياة إنسان بريء ليوصل رسالة للعدو.
و أخيرا صدر مقال بعنوان " لماذا سامر حنا ؟! " و أظهر المقال الحادثة و كأن الشاب مطلق النار كان يعلم أن الطوافة ستهبط في هذا المكان بالذات و يقودها سامر حنا بالذات و بعدما تأكد، أطلق النار !

كفى هراءً !!

الحادثة مؤلمة و مفجعة ، لمحبي حزب الله قبل غيرهم . و لكن لا يجب تحميلها ما لا تحتمله.
لا أحد كحزب الله و عوائل شهدائه و على رأسهم السيد حسن ، يدرك معنى فقد الإبن و الحبيب و الأخ و الأب .
لا أحد في لبنان، يسقط له عشر شهداء في حادثة جسر المطار 1993 و يسكت ... و يسقط ثمانية شهداء برصاص الجيش أيضا في مار مخايل في شهر شباط الماضي و أيضا يلتزم الصمت !
لا أحد كحزب الله يدري ماذا يعني أن تموت مظلوما و بنيران " صديقة ".

المطلوب أن نتعامل مع الحادث بوعي و حس وطني، لا من منطق تحريضي طائفي بغيض.
أن لا تحب حزب الله فهذا شأنك، و لكن أن تسعى لتذكية الفتنة بينه و بين الجيش فهذا قتل للجيش و إخبات لدوره .
أن لا ترى في حزب الله فضيلة واحدة فهذا أيضا شأنك ولكن حافظ على فضيلة الجيش و عقيدته الوطنية.

لا يستبقن أحد نتائج التحقيق ... و ليكن الحكم بالعدل مهما كان هذا الحكم !
و للمصطادين بالماء العكر ... إن أردتم سلخ جلد حزب الله ، فللأسف حزب الله لا يسلخ جلده ...
قد حاول قبلكم من هو أكبر منكم و فشل، بل شلت يده ... فلا تعيدوا الكرة ... رفقا بأنفسكم ...
رفقا ببلدكم !


هناك 3 تعليقات:

Nairy يقول...

***كفى هراءً !!

المطلوب أن نتعامل مع الحادث بوعي و حس وطني، لا من منطق تحريضي طائفي بغيض.***


تسلم ايدك يا ندى

ربنا يرحم موتى المسلمين جميعا

ندى عياش يقول...

اللهم امين ... منورة

Nairy يقول...

بنور مدونتك الرائعة يا نداشة البوغاشة