السبت، 18 أبريل 2009

ككل الفتيات

حسنا ... لست أدري لم سأكتب هذا و لست متأكدة من أنها ستكون تدوينة طويلة العمر حقا ...

لنقل أنها رسالة أنقلها لكل فتاة ، ربما هي تمر أو مررت بما سأتحدث عنه ...

هي حديث " بنات " إذا ...

أو لأكون صادقة أكثر ،،، هذا تعبير مني بجزيل الامتنان لرب كريم : لنعمة لم ألحظها سوى متأخرة جدا !

إن أخطر سن قد تمر به أي فتاة هي السنون الممتدة من سن الثالثة عشر و حتى نهاية مراهقتها ،،،

سنين قليلة تعصف بفؤادها فيها كثير من الأمور الكبيرة ... أبرزها سؤال واحد :

هل أنا جذابة ؟

سؤال يجول بخاطر كل فتاة ، أي فتاة مهما كانت عاقلة أو جميلة أو ذكية أو مرحة أو ...

سؤال يدفع بكل فتاة للوقوف أمام المرآة طويلا تراقب عينيها شعرها جسدها

سؤال يدفع بالفتاة باتباع حمية قاسية رغم نحافتها

سؤال يجعل كل فتاة تسأل قريناتها ... هل أنا حقا جميلة ؟

أو هل أنا حقا جذابة ؟

هو ذات الشعور الذي يشكل جزءا من دوافع فتاة للتفوق بدارستها ، أو التباهي بجمالها ،،، أو تعداد محبيها و مريديها لكل قريب أو بعيد

قد ترونه هيافة و مياعة و تفاهة

نعم ،،،

هو كذلك إن كان أساس و محرك الفتاة ،،، فإنه حقا كذلك ... لكنني أتحدى أي فتاة أن تقول أنها لم تفعل ذلك يوما !

نسيت أن أقول أتحدث هنا عن فتيات سويات ... لا مجنونات تامر حسني أو عمرو دياب

عودا لموضوعنا ...

طوال فترة الثانوية كنت أسمع كل صديقاتي يتحدثن عن معجيبهم و مريدينهم ...

كنت أستمع طويلا ... أحيانا أبتسم ... و أحيانا أخرى أشعر بشيء آخر

كنت أسأل نفسي ... لمَ هم و ليس أنا ؟!

ربما تبتسم أنت الآن أيضا ،،، و ربما تفكر في نفسك تافهة :)

لا همّ ... أنا الآن و أنا أكتب هذه السطور أفكر بذلك أيضا

و لكنني ألتمس لنفسي العذر أيضا :$

دعنا من الكلام ... و استمع

كنّ يتحدثن ليل نهار عن ممارسات " خاطئة " و لكن " جميلة " لو مورست بين العاقدين مثلا

و كأي فتاة تملك قلبا و حسا ... من الطبيعي جدا أن يأخذني ذاك الكلام لعالمهن

و لكنني حينها ، لم أجد من يشاركني ذاك العالم

كنت أظنه عيبا فيّ أو في شكلي ، أو حتى عقلي ...

و كأي فتاة أخرى وقفت أمام المرآة طويلا ... و سألت صديقتي الحميمة هل أنا جذابة ؟ :)

قضيت وقتا كثيرا أفكر في الأمر ... مراهَقَة :)

رغم التزامي الهش ... رغم أنني ممن يعدون من" أصحاب العقول"... رغم أنني و لازلت أعد تصرفات تلك البنات " طائشة " و خاطئة ...

إلا أن الفتاة في داخلي صرخت باحثة عن أنوثتها ... و هذا حقها

حسن ... أنا أكتب كل هذا لأقول لكل فتاة ربما مرت بما أقول ... أو على الأقل تتفهمه

ما كنت عليه حينها لم يكن بلاء أو مصيبة بل العكس ... العكس تماما

و هذا ما فهمته مؤخرا جدا !

عندما انخرطت في حياتي الجامعية ... كانت السنة الأولى كأيام الثانوية ... لم يتحرك أحد من زملائي جديا نحوي

لكنني هذه السنة ، شعرت كأنني الفتاة الوحيدة بالجامعة " نياههاهاهاهاهاااا "

عذرا .. أقحمكم في حيث بناتي خاص ... لكنها طريقتي الوحيدة لأوصل رسالتي :)

هذه السنة كانت حافلة جدا ... و كل الذين أبدوا رغبتهم بالارتباط بي أناس على درجة من الاحترام و التميز ...

best for the best :P

يمكنني أن أتباهى قليلا ... دعنا من التباهي الآن

و لكنني رفضت الارتباط بأحدهم :)

السبب ... هو أنني لا أريد ضياع عصمة وهبها الله لي :)

لا ... انا مش هصاحب !

عصمني ربي من علاقة محرمة سأحمل رواسبها لما بعد ارتباطي الشرعي ،،،

عصمني مما سيعتريني عندما يسألني " صاحب الحق في قلبي " إن كان هذا القلب قد مر عليه أحد قبله ،،،

عصمني من خوفي من أي يعرف " صاحب الحق في قلبي " أي شيء عن ما مضى من حياتي ،،،

قد تقول ... تبالغين :)

حقا ؟!

ما سمعته من صديقاتي الاتي ارتبطن أو تقدم للارتباط بهن أشخاص ،،، أو حتى تجربتي المحدودة بعالم زواج الصالونات

كله يشير لحقيقة واحدة ... أن الرجل الشرقي سيبقى كما هو ، بنفس العقلية و الروح

و أن أحد أهم المواضيع التي يتحدث بها الخاطب مع مخطوبته هو " ماضيها " :)

و كلهم يكررون نفس الجملة " هذا إن تقبلوا فكرة مرورها بتجربة سابقة " :

"لا يهمني ما مررتِ به ، بقدر ما يهمني ما أنتِ عليه الآن ... و إن - تابع هذه جيدا - أفضل الارتباط بواحدة لم يسبق لها تجربة "

:)

صباح الفل ّ

و صدقا ما يهمني أكثر من ذلك كله ... أنني عندما سأقف بين يدي الرحمن غدا،،، عندما يسألني عن علاقات محرمة ... قد أقول : لم أهمس بكلمة محرمة لشاب ، لم أكن على علاقة بأحد ، لم أسمع كلمة حرام من أي منهم ...

لست أريد قلبا مصدرا لمعصية أو شقاء في الدنيا و الآخرة

أريد عندما أهب قلبي لشخص ما ،، أهبه إياه في الله

بل أريد قلبا في ميزان حسناتي ،،، و سببا لسعادة حقيقية في الدنيا ،،،

هي رسالة ... ليتها تصل كل مراهقة ... ليتها تصل كل أم و أب يغفلون عن بناتهم في هذه السن

و قبل أن أنسى ،،، رسالة لكل شقيق أكبر ... أحبّ أختك ... صاحبها

كن أنت عصمة قلبها من الحرام الذي تدعي أنك لا و لن تقبله لأختك :)

دمتم جميعا بود ...














هناك 6 تعليقات:

بـانـة يقول...

كلام جميل وموزون ..

أسأل الله أن يغنيكِ بالحلال الطيب

في أمان الله ..

(=

رشاقة قلم يقول...

تحليل رائع.. لشخصية الفتيات، فعلا أثار إعجابي..

ثم عروج على حالة أصبحت نادرة للأسف.. وأصبح الذين يتباهون بالـ boyfriend في ازدياد مخجل ومقلق ليس فقط بين بنات الجامعة، بل بين بنات الثانوية، وهذا ما شهدته بأم عيني!!

أهنئك يا ندى..
عسى أن يحفل انتظارك للفرج، فروعة تحف إيمانك وأنفاسك الطاهرة..

ندى عياش يقول...

جزاكما الله خيرا كثيرا

كنت أنوي حذف التدوينة :$

لكن بعد تعلقيكما لن أفعل :)

غير معرف يقول...

السلام عليكم يا حيبية القلب ياندى
اولا موضوع رائع وواقعى جدا
بالفعل كثير من الفتيات مرت وستمر الكثيرات بكل ماذكرت
ولكن الفوز لمن هى مثلك لاتقبل الا الحلال
وكل من هى مثلك سترى فى يوم من الايام عندما ترتبط بثمرة حفظها لسمعها وبصرها واذنها من الحرام سترى ثمرة حيائها من الله حق الحياءفى الدنيا عند الارتباط وبناء اسرة مسلمةوفى الاخرة
واسأل الله عز وجل ان يعصم كل بنات المسلمين من الوقوع فى المحرمات وان يردهم الية مردا جميلا
بوركتى ودمتى لى من اخواتى فى الله يااحلى ندى(((قسامية )))

(صندوق الدنيا) يقول...

أسأل الله أن يرزقك زوجا صالحا تقيا يقربك إلى الله وتقربينه إلى الله
هكذا الفطرة
الذكر يميل إلى الأنثي..وهي تميل إليه
ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب
تحياتي وتقديري يا ندا

لجين أبو الدهب يقول...

جميل جــدا المعنى ده ..
وهو إنى أحفظ قلبى ولسانى وبصرى لغاية ما يجى صاحبهم وياخدهم جميعا وبأكملهم دون أنصاف ..

وسبحان الله بيكون مذاقها رائع والله ..

ان زوجك يكون اول واحد تحبيه من قلبك اول واحد تبصى له دون خوف من الله او واحد ترسلى له كلمات الحب دون خجل او احساس بالذنب

ولعل هذه الروعة فى الاحساس تأتى من اتقاء الله منذ بداية الحياة ..

ندى حبيبتى بجد مقال رائع ولمس معنى عندى من قديم الزمن

ربنا يحفظك ويبارك فيكى ويثبتك

ويرزقك بالزوج الصالح اللى يقر قلبك ..