سؤال يتربع في ذهني الآن ... أحقا الشعوب أفضل من حاكميها؟
ألم يكن لغزة ما تستحق من حاكم عادل، و كان لنا لظلمنا أنفسنا من نستحق؟
و لم نكتف ، بل شاركنا بصمتنا و ادعائنا العجز بتقييد خيار من هم أفضل منا !
فإن وقفنا بين يدي بارينا ، فماذا نقول؟
أمام 200 شهيد تنكفئ كل الكلمات المنمقة ، و يخرس أفصح لسان، و لا يعود هناك مكان سوى للبندقية .
فلنعلم جميعا ،
هذا زمن التمحيص قد جاء ، ليعلم الله من صدقه و من خالف عهده
هؤلاء حكامنا أول من سقط في هذا اليوم ، فانكشفت الأقنعة و زالت البهاريج الزائفة
اليوم سقطت ورقة التوت عنهم جميعا و أعلن العدو أنهم كانوا ولا زالوا يدورون في فلكه .
فماذا ننتظر ؟
أن نسقط معهم ، ثم يتبرأ الذين اتُبعوا من الذين اتَبعوا و نرى العذاب ؟
هذا زمان ينفع الصادقين صدقهم ، و يرفع الجهاد أقواما و يحط به آخرين ،
هذا يوم يحق به الحق و يزهق به الباطل ، أما آن لنا أن نرفع رؤوسنا ؟
أما آن لجيفنا و جثثنا أن تلملم شيئا من دمها و ترشقه بوجه اليهود و من والاهم؟
مم نخاف ؟
ألم نعلم ؟
ألم نعلم أن الأيام دول بين الناس؟
فيوما لنا و يوم علينا !
أنا علمنا أن النار التي تأكل الصغير هناك ، هي أقرب لصغارنا منهم ؟
أما سمعنا " كما تدين تدان " ؟
أغلقنا المعابر بوجه أهلنا ، فهمناك من سيغلق المعابر علينا !
سكتنا و هم يقتلون ، سيسكتون يوم نقتل !
منعنا عنهم المال و الدواء و حتى الدعاء ، فويلنا يوم نسقط مما سيمنع عنا !
أخائفون نحن ؟
خائفون من معتقل أو ربما كفن إن خرجنا صارخين في الساحات !
فسحقا لنا ، سحقا لنا من أناس فقدت كرامتها و إنسانيتها
أستكثرنا على أنفسنا تضحية ، و تلذذنا بتضحيات شعب كامل؟
سحقا لنا و تبا !
أكانت حياتنا و تجارتنا و أولادنا خير لنا من جهاد في سبيل الله؟
فليذهبن الله بنا و ليأتين بقوم آخرين، أعزاء كرماء ، لا يهادنون ولا يخشون في الله شيئا !
سحقا لنا و لسان حالنا اليوم يصدح : أيا غزاوي ، إذهب أنت و ربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون !
سحقا لنا، فمن أين لنا بكرامة إن نحن جعلناها أسهل خسارة
من أين لنا بدين غير الإسلام إن نحن فرطنا فيه؟
من أين لنا برب سوى الله نعبده و يحاسبنا على حق عبادتنا !
سحقا لنا، لخنوعنا ، لصمتنا القاتل هذا ،
و ليستعد كل منا ، فليحفر لنفسه قبرا ، و يكبر على نفسه أربعا ، و ليرجو ربه أن يخفف عنه وقفته ، و أن لا تتعلق كل أطفال غزة برقبته يوم يلقاه !